•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

أفضل أفلام المحاكم



 كتب : عماد العذري

Justice has nothing to do with what goes on in a courtroom;
justice is what comes out of a courtroom.”

Clarence Darrow



يعرّف معهد الفيلم الأمريكي فيلم المحاكم بالفيلم الذي يلعب نظام العدالة فيه دوراً مهماً في القصة .

"المتهم بريء حتى تثبت إدانته" ، هذه هي العبارة التي تُلهم هذه القصص حيث النتيجة التي سيحققها نظام العدالة ستشكل الفارق ربما بين الحياة و الموت ، غالباً ما تدور معظم أحداث هذه الأفلام في أروقة المحاكم ، يجلس المتهمون ، و يستمعون للتهم الموجهة لهم من قبل المدعي العام ، و يحاول محامو الدفاع إيجاد الثغرات الملائمة لتبرئة موكليهم ، بينما اثنا عشر شخصاً يجلسون هناك ، في زاوية المحلّفين ، ينتظرون اللحظة الختامية ، عندما ينطقون بقرارهم .



أفضل أفلام المحاكم وفقاً لتصنيف معهد الفيلم الأمريكي AFI ( يونيو 2008 )




10

Judgment At Nuremberg (1961)

  
بطولة : سبنسر تريسي , بيرت لانكستر , ريتشارد ويدمارك , ماكسميليان شيل , مارلين ديتريتش , جودي غارلاند , مونتغمري كليفت
إخراج : ستانلي كريمر

عام 1961 كافح ستانلي كريمر كثيراً كي يتمكن من جمع نخبةٍ من أهم ممثلي هوليوود لتصوير فيلمه الجديد , و على الرغم من فشله في الإتفاق مع السير لورانس أوليفييه , و تجنبه التعامل مع مارلون براندو المفتون بالعمل في فيلمٍ كهذا , حصل كريمر في حينها على توقيع إثنين من أهم الممثلين في تاريخ هوليوود اليوم هما سبنسر تريسي و بيرت لانكستر , و إلى جوارهما جلب الرجل ماكسميليان شيل و مونتغمري كليفت , و أيقونتي هوليوود مارلين ديتريتش و جودي غارلاند , و بالرغم من صعوبة إجتماع أسماء كهذه في فيلم سينمائي واحد , إلا أن بعض هؤلاء كانوا مدفوعين برغبةٍ حقيقية لإنجاز فيلمٍ فريدٍ من نوعه في ذلك الحين و تنازل معظمهم عن جزءٍ من أجره لقاء العمل في الفيلم , تناول الفيلم - عن مجموعةٍ من القصص المتفرقة - المحاكمة رقم 3 من سلسلة المحاكمات الثلاثة عشر التي جرت في مدينة نوريمبرغ الألمانية عقب الحرب العالمية الثانية بإدارة الحكومة الأمريكية و إستهدفت إزالة الستار عن ممارسات حكومة الرايخ الثالث إبان الحرب العالمية , في الفيلم يترأس القاضي دان هايوود جلسات محاكمة أربعةٍ من القضاة الألمان , متهمين بالتواطؤ مع النازيين من خلال إصدارهم أحكاماً بالموت على أناسٍ أبرياء , و أثناء المحاكمة يجد كلا الطرفين نفسيهما يواجهان إرث الحرب , و مخلفاتها الجسيمة , و الشرخ العظيم الذي أحدثته في نفسية الشعوب الأوروبية ,  حقق الفيلم مجده الحقيقي من خلال قوة بناء شخصياته و دقة توصيفه للأبعاد النفسية لها , لا يوجد أشرارٌ و أخيارٌ يمكن تمييزهم بسهولةٍ في هذا الفيلم , لكلٍ منهم مبرره , و لكلٍ منهم مبادئه و دوافعه , و النازيون هنا يبدون مجرد أشخاصٍ عاديين يمكن أن يكتسبوا تعاطفك , و يمكن أن يقنعوك بما قاموا به , أمرٌ ما كانت لتتجلى قوته لولا الأداءات الفذة التي إستخلصها ستانلي كريمر من أبطاله الذين نالوا أربع ترشيحاتٍ لجوائز الأوسكار التمثيلية , خصوصاً من ماكسميليان شيل وسبنسر تريسي دون أن ننسى الأداءات العظيمة التي قدمها بيرت لانكستر و مونتغمري كليفت و جودي غارلاند (التي تظهر في فيلمٍ سينمائي للمرة الأولى منذ سبعة أعوامٍ كاملة) , و هو أمرٌ ربما مكّن ستانلي كريمر بسهولة من تجاوز بعض الفقر البصري الذي يمر به الفيلم في بعض مراحله , أصبح الفيلم  واحداً من بضعة أفلامٍ فقط نالت ترشيحين للأوسكار في فئة أفضل ممثل (لسبنسر تريسي و ماكسميليان شيل) , و من الطريف أن ماكسيميليان شيل أصبح بجائزة الأوسكار التي نالها هنا الممثل الأقل أجراً في تاريخ الجائزة قياساً لأجور ممثلي الفيلم (أربعة ممثلين هنا نالوا أجوراً أكثر من الممثل الرئيسي !!) , كوفيء الفيلم (الذي تم تصويره في مدينة نوريمبيرغ ذاتها) بأحد عشر ترشيحاً للأوسكار , بما فيها ترشيحه لجائزتي أفضل فيلم و مخرج , و ما يزال حتى يومنا هذا واحداً من أعمق الأعمال السينمائية التي تدور في أروقة المحاكم , و من أكثر جودة و نفاذاً على الإطلاق .



9

A Cry in the Dark (1988)

  
بطولة : سام نيل , ميريل ستريب
إخراج : فريد شيبيسي

في هذا الفيلم قدمت ميريل ستريب واحداً من أشهر أدوارها خلال الثمانينيات , ليندي تشامبرلين التي تعتنق مع زوجها مذهب كنيسة اليوم السابع في أستراليا , و ترعى أسرةً من ولدين صغيرين و طفلةً رضيعة , تجد حياتها تنقلب رأساً على عقب في نزهة تخييم برية , عندما تختفي طفلتها آزاريا من مهدها , و تشير ليندي بأصابع الإتهام نحو كلبٍ بري رأته يحمل شيئاً ما في الجوار ، نظرية ليندي تجابه بالكثير من عدم القبول ، خصوصاً عندما يبدأ الرأي العام في التعامل مع البرود الكبير الذي تقبّلت به ليندي الواقعة و طريقة تعاملها و امتصاصها لما حدث بدافعٍ من معتقدات كنيستها التي لا يعتنقها الكثيرون في أستراليا ، قبل أن تتعزز هذه الشكوك مع الشائعات التي فسّرت بصورةٍ خاطئة معنى اسم الطفلة آزاريا و قرنته بمعنى (التضحية في البرية) الأمر الذي دفع الكثيرين للإعتقاد بأن طقساً دينياً غامضاً قد مارسه الأبوان لخدمة معتقداتهما الدينية ، قبل أن تجد ليندي نفسها المتهمة الأولى في هذه الجريمة ، حظي هذا الفيلم الذي أطلق في استراليا تحت إسم Evil Angels بإستقبال نقدي سلبي بالرغم من تقديمه لواقعةٍ حقيقيةٍ حدثت في منطقةٍ ما من وسط أستراليا عام 1980 ، إلا أنه قوبل الفيلم بإستقبالٍ نقديٍ جيد في الولايات المتحدة و بريطانيا ، و تحوّلت عبارة The dingo took my baby على مدى سنواتٍ إلى واحدةٍ من أشهر العبارات في الموروث الشعبي الأميركي ، ظلّت قضية آل تشامبرلين موضع جدل طويل الأمد استمر حتى بعد الحكم بالسجن المؤبد على ليندي و بالسجن عاماً و نصف على زوجها مايكل ، و بعد 3 سنوات ونتيجةً لدليل إثباتٍ بسيط اكتشفه سائحٌ انجليزي تمت تبرئة ساحة ليندي و إطلاق سراحها ، لكن أبعاد القضية استمرت في التفاعل مع إطلاق هذا الفيلم الأمر الذي زاد من الزخم الشعبي للعمل السينمائي و فرضه مع مرور الأعوام كلاسيكيةً سينمائيةً في صنفه ، مدعّماً بأداءٍ لا ينسى من ميريل ستريب في دور الأم التائهة بين معتقداتها الدينية و غريزة أمومتها ، و في حزيران من عام 2012 أزيح الكثير من غموض القضية جانباً عندما أعلن طبيبٌ شرعيُ استرالي عمل على قضية آل تشامبرلين لسنواتٍ طوال أن كلباً برياً بالفعل هو من كان وراء مقتل آزاريا .



8

In Cold Blood (1967)

  
بطولة : روبرت بليك ، سكوت ويلسن ، جون فورسايث
إخراج : ريتشارد بروكس

ربما لم يحدث أن اقترن النجاح بعملٍ أدبي بحيث فعل به ما فعله بكتاب In Cold Blood لترومان كابوتي ، ما كان الناس ربما ليتذكروا الكاتب الأمريكي لولا النجاح المدوي الذي قوبل به عمله الأدبي هذا الذي كتبه عن أحداثٍ حقيقيةٍ حدثت في كانساس عام 1959 ، قفز الكتاب بكابوتي إلى القمة محققاً نجاحه المدوي الأول ، ثم تحوّل الكتاب إلى عملٍ سينمائي سرعان ما اصبح كلاسكيةً في صنفه مانحاً ترومان كابوتي نجاحه المدوي الثاني ، و بعد أربعة عقود تصدى مخرجٌ شاب يدعى بينيت ميللر في باكورة أعماله لتقديم الظروف و الأجواء التي عاشها كابوتي أثناء كتابته لعمله الأدبي الأشهر في فيلم Capote الذي أصبح واحداً من افضل أفلام عام 2005 و منح على إثره فيليب سيمور هوفمان جائزة أوسكار أفضل ممثل لتجسيده دور كابوتي فكان النجاح المدوي الثالث لهذا الكتاب ، هذا الكتاب التصق بالنجاح حتى كاد يصعب تصوره بدونه ، القصة عن بيري سميث و ديك هيكوك مجرمان سابقان يقرران في ليلةٍ لا تنسى السطو على منزل هربرت كلاتر لسرقة عشرة آلاف دولار يخبئها في منزله في هولوكومب بولاية كانساس ، النتيجة أن المجرمين لم يجدا سوى 43 دولاراً ، فأيقظوا أربعةً من عائلة كلاتر و قتلوهم بكل وحشية ، جريمةٌ هزت المنطقة كلها و محققٌ في مكتب التحقيقات يدعى ألفين ديوي لن يجعل جريمةً كتلك تفلت دون عقاب ، صوّر ريتشارد بروكس فيلمه هذا بالابيض و الأسود لإعطاء دفعةً توتر حقيقيةٍ لاحداثه حققت الغرض منها تماماً ، و اعتمد مواقع التصوير الحقيقية بما فيها موقع الجريمة ذاتها في منزل آل كلاتر ، بالإضافة إلى اصراره على ظهور صور العائلة الحقيقية و حصان نانسي كلاتر في بضعة مشاهد من الفيلم ، و عمد إلى التصوير أيضاً في سجن ولاية كانساس ، و في قاعة المحكمة ذاتها التي جرت فيها المحاكمة ، بل و جلب ستة من المحكمين الحقيقيين في القضية للقيام بأدوارهم الحقيقية ، و استخدم ذات المشنقة التي استخدمت في تنفيذ عملية الإعدام لمنح المزيد من المصداقية لعمله ، و بالرغم من أنه لم يكن محظوظاً كثيراً على مستوى اختيار ممثليه خصوصاً مع إصرار منتجيه في شركة كولومبيا على استقدام بول نيومان و ستيف ماكوين للقيام بالدورين الرئيسيين الأمر الذي لم يتحقق بسبب فيلمي Cool Hand Luke لنيومان و Bullitt لماكوين اللذين صوّرا خلال الفترة ذاتها إلا أن بليك و ويسلن ابليا البلاء الحسن في الدورين الرئيسيين للفيلم ، رشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار عام 1967 بما فيها أفضل فيلم ، و سرعان ما أصبح واحداً من أفضل الأفلام التي قدمها صنفه على الإطلاق .



7

Anatomy of a Murder (1959)

  
بطولة : جيمس ستيورات ، جورج سي سكوت
إخراج : أوتو بريمنغير


الفيلم المفضل لدي بين كافة اعمال هذا الصنف ، إقتباس ويندل مايس لكتاب قاضي ميتشيغان ويليام جي فولكر الذي حمل الإسم ذاته و أطلقه تحت اسمٍ أدبي هو روبرت تريفر مستلهماً واحدةً من القضايا الشهيرة التي عمل عليها كمحامٍ للإدعاء ، القصة تتناول بول بيغلر المحامي في بلدةٍ صغيرةٍ في ولاية ميتشيغان ، الذي يعثر ذات نهار بلورا مانيون زوجة الملازم في الجيش الأميركي فريدريك مانيون المعتقل بتهمة جريمة قتل ارتكبها بحق مالك حانة يدعى بارني كويل ، تهمة لا ينكرها فريدريك لكنه يصر على أن زوجته قد اغتصبت من قبل كويل ، ثغرة قد لا تسقط الإعتراف بالقتل لكنه أمل بيغلر الوحيد في النجاة بموكله ، من خلالها سيحاول الرجل تقديم صورةٍ مثاليةٍ لعائلة سعيدةٍ هانئة دمرتها غريزة بارني كويل ، أمرٌ قد لا يمر مرور الكرام بظهور محامي الإدعاء كلود دانسر (يؤديه جورج سي سكوت في أداءٍ مقدّر) الذي يحوّل المحاكمة إلى حرب شعواء قل أن جادت شاشة السينما بمثلها ، صوّر بريمينغير هذا الفيلم خلال شهرين فقط ، و نال جيمس ستيورات عن أدائه في الفيلم جائزة أفضل ممثل من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي ، و رشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار بما فيها أفضل فيلم ، حقق الفيلم مجده بالنظر للقيمة الإستثنائية التي قدمها لهذه النوعية من الأعمال ، من النادر أن تشاهد تحكماً في إيقاع نصٍ يتناول أحداثاً تدور في قاعة المحكمة يوازي التحكم الذي استحوذ به بريمينغير على نص مايس هذا ،  الفيلم تخطى جرأته في مناقشة قضية مثيرة للجدل في زمنها (وهو أمر إفتقدته أفلام هوليوود حتى مجيء موجة السبعينيات الثورية) إلى القدرة على صنع 161 دقيقة تدور ثلاثة أرباعها في قاعة المحكمة دون أن يجعلنا نميل ولو للحظة تجاه أحد الطرفين .. ربما لأول مرة (ولا أعتقد أنني شاهدت سواه) يميل فيلم المحاكمة لجعل المشاهد يبحث عن (الحقيقة) أكثر من أي شيء آخر .. يميل لجعله أحد المحلفين الأثني عشر .. الباحثين وسط هذا الزحام عن الحقيقة (كما هي) .. وليست الحقيقة (كما نحب) التي طبعت معظم أفلام هذا النوع .. أوتو بريمينغير من خلال إدارته لمحاضرات ٍأخلاقيةٍ متكررةٍ على لسان شخصياته جعل الأمر يبدو في القضية كلها غلافاً لصراع المصالح الذي يكتنف شخصياته , و جعل مشاهديه واقعين تحت تأثير هذه المصالح , محاولين من خلال تحريها و فهمها الوصول إلى (الحقيقة) , الحقيقة المغلفة , و المبهمة , و التي لا يحاول بريمينغر أن يتبناها طوال هذا الفيلم بأي طريقةٍ من الطرق ، كان الفيلم واحداً من التجارب المبكرة جداً التي استخدمت مفردات لغويةً جديدة لم يكن أحدٌ ليجرؤ على ادراجها في عملٍ سينمائي ، و هو ما كلّفه المنع من العرض في مدينة شيكاغو نتيجة للجرأة غير المتوقعة على مستوى اللغة المستخدمة فيه ، علاوةً على ذلك شكّل الفيلم واحداً من اهم الأفلام على الاطلاق التي تناولت اللمسة الإنسانية في كيان العدالة المتمثل في القضاة و المحكّمين و الشهود و محامي الإدعاء و محامي الدفاع بصورةٍ خلقت موزاييكاً ربما لم يتكرر لاحقاً من الصراع الأزلي بين الصحيح و غير الصحيح ، و بين الحق و الباطل مسرحه هي قاعة المحكمة لدرجة يمكننا اعتباره درساً مجانياً لطلّاب القانون أدرجته أكثر من جامعة أمريكية ضمن برامجها التدريسية في كليات القانون نظراً لكونه (إختزل بدقة جميع المراحل الأساسية في منظومة العدالة الجنائية في الولايات المتحدة بدءاً من مقابلة الموكّل وصولاً إلى النطق بالحكم) ، و اعتبره مايكل أسيماو بروفسور القانون في جامعة كاليفورنيا (أفضل أفلام المحاكم على الإطلاق) ، في حين وضعته نقابة المحامين الأمريكيين عام 1989 في المرتبة الرابعة لأعظم أفلام المحاكم عبر العصور .



6

Witness for the Prosecution (1957)

  
بطولة : تايرون باور ، مارلين ديتريتش ، تشارلز لوتون
إخراج : بيلي وايلدر

من الملفت فعلاً في مسيرة هذا الصنف هو علاقة الجفاء الواضحة بين الأعمال العظيمة التي قدمها و أدب الجريمة و المحاكم بالرغم من غزارته ، اقتبس بيلي وايلدر (رفقة شريكيه في الكتابة لاري ماركوس و هاري كورينتز) كلاسيكية المحاكم هذه من مسرحيةٍ للكاتبة الشهيرة أغاثا كريستي حولتها عن قصةٍ قصيرةٍ كتبتها ، القصة عن المحامي الأسطوري السير ويلفريد روباردس الذي نجا للتو من أزمة قلبية و قرر طبيبه وضعه بعيداً عما يزيد حالته سوءاً : السيجار و البراندي و بالطبع قاعات المحاكم ، لكن هذا لن يمنعه من الإصرار على الوقوف مدافعاً عن ليونارد فول الشاب المتهم بجريمة قتل أرملة ثرية ، أعاد وايلدر صياغة قصة أغاثا كريستي لتتناسب مع المسحات الكوميدية التي لطالما طعّم بها السيناريست و المخرج الكبير أفلامه طوال مسيرته ، حقق الفيلم نجاحاً مدوياً حال إطلاقه و قوبل بحفاوة نقديةٍ بالغة جعلته ضمن نخبة النخبة في أفلام المحاكم ، و أصر منتجوه بشكلٍ واضح على إبقاء نهايته بعيدةً عن متناول من لم يشاهده بدءاً من وضع بندٍ خاص ضمن عقد الفيلم يمنع أي شخص عمل في المشروع من الحديث عن نهاية الفيلم على الرغم من كونهم لم يعلموا بها أساساً حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت تصويرها ، مروراً بالخطاب المباشر في الفيلم عندما يطل صوت الراوي عند الختام طالباً بشكلٍ صريح عدم الحديث عن نهاية الفيلم لمن لم يشاهده ، أو من خلال بوستر الفيلم الذي حمل في وقتها عبارة You'll talk about it, but please don't tell the ending ، أو من خلال الأوراق التي وزعت على الجمهور قبل دخولهم إلى الصالات و دعتهم إلى التوقيع على تعهد يقول (I solemnly swear I will not reveal the ending of Witness for the Prosecution) ، وصولاً إلى الإصرار على أخذ وعدٍ رسمي من العائلة المالكة البريطانية بعدم الحديث عن نهاية الفيلم عقب العرض الخاص الذي أقيم للعائلة المالكة في لندن ، و هو أمرٌ ساهم دون شك في حجم الإقبال الكبير الذي لقيه الفيلم ، خسر بيلي وايلدر في هذا العمل فرصة إدارة ويليام هولدن و جين كيلي و روجر مور و كيرك دوغلاس و غلين فورد و جاك ليمون قبل أن يستقر على تايرون باور في دور ليونارد فول ، و هو الدور الأخير الذي قام به قبل أشهر فقط من رحيله عن الدنيا ، رشح الفيلم لست جوائز أوسكار بما فيها أفضل فيلم و مخرج و ممثل ، و اصطدم بالحفاوة الشديدة التي استقبلت بها الأكاديمية تحفة السير ديفيد لين The Bridge on The River Kwai التي نالت سبع جوائز أوسكار في ذلك العام ، و بقيت رائعة بيلي وايلدر هذه مع مرور السنوات واحدةً من الروائع الأعظم التي جاد بها هذا الصنف .



5

A Few Good Men (1992)

  
بطولة : توم كروز ، ديمي مور ، كيفن بيكن ، جاك نيكلسون
إخراج : روب راينر

على الرغم من عدم اقتناعي بالمرتبة التي وضع فيها هذا الفيلم ضمن هذه القائمة على اعتبار أنه يتجاوز أفلاماً أخرى أفضل و أهم منه في قيمتها الفنية و في تفردها ضمن صنفها ، إلا أن هذا لا يمنع أن يعترف المرء أن فيلم روب راينر هو واحدٌ من أفضل أفلام المحاكمات التي جاد بها العقدان الأخيران ، محامي البحرية الليوتينانت دانييل كافي يكلّف بالدفاع عن الجنديين من البحرية الأمريكية لاودن داوني و هارولد داوسون المتهمين بقتل زميلهما ويليام سانتياغو في قاعدة غوانتانانو البحرية في كوبا بأمرٍ من الكولونيل ناثان آر جيسيب (يؤديه جاك نيكلسون في أداءٍ مقدّر منحه ترشيحه العاشر للأوسكار) ، استلهم السيناريست الشهير آرون سوركين أحداث عمله هذا من حوارٍ أجراه مع شقيقته ديبورا التي خدمت كمحامية في قوات البحرية الأمريكية و حكت له قصةً مشابهة اضطرته أحداثها لكتابة تفاصيلها على مناديل ورقية أثناء حضوره معها احدى مسرحيات برودواي ، وهي المناديل التي أنتجت في نهاية المطاف العمل الأول في مسيرة السيناريست آرون سوركين : مسرحية حملت اسم A Few Good Men قام الرجل ببيع حقوق تحويلها إلى فيلمٍ سينمائي بفضل جهود مضنية للمنتج ديفيد براون الذي حمل النص – حتى قبل عرضه مسرحياً - إلى شركة Castle Rock التي أعلنت عن تبني العمل و أسناد مهمة الإخراج إلى أحد أهم أعلام الشركة المخرج روب راينر ، وضعت الشركة ميزانية للفيلم بلغت 33 مليون دولار بدت باهظة بالفعل قياساً لفترة انتاجه و قياساً لصنفه ايضاً ، الجزء الأكبر من الميزانية ذهب لدفع أجور نجومه الثلاثة كروز و مور و نيكلسون ، حقق الفيلم نجاحاً مدوياً حال إطلاقه في الصالات ، و حصد ما مجموعه 236 مليون دولار من عروضه حول العالم ، و رشح لأربع جوائز أوسكار بما فيها أفضل فيلم ، و اعتبر اضافةً مهمة في مسيرة المخرج روب راينر تضاف إلى أعماله الممدوحة This Is Spinal Tap و Stand by Me و The Princess Bride و When Harry Met Sally و Misery ، و شكّل الفيلم مع مرور السنوات عملاً مهماً أيضاً عن البحرية الأمريكية و عن مقدار الإنضباط و الصرامة التي تحكمها ، تكررت كلمة Sir في الفيلم 164 بمعدل كلمة كل 50 ثانية ، و تحوّلت جملة الكولونيل ناثان جيسيب عن الحقيقة التي تحكم العمل في هذه المواقع You can't handle the truth! إلى عبارةٍ ايقونية ما لبثت أن أصبحت واحدةً من اشهر الجمل في تاريخ السينما ، الجملة التي كتبها في الواقع ستيفن سبيلبيرغ ضمن اسهامه المتواضع في هذا العمل وضعتها مجلة Premiere في المرتبة الثانية و التسعين لأعظم الإقتباسات في تاريخ السينما في قائمتها التي أصدرتها عام 2007 ، في حين وضعها معهد الفيلم الأميركي AFI في المرتبة التاسعة و العشرين في قائمة أعظم الإقتباسات السينمائية التي أصدرها عام 2005 .



4

The Verdict (1982)

  
بطولة : بول نيومان ، تشارلوت رامبلينغ ، جاك ووردن ، جيمس ميسن
إخراج :  سيدني لوميت

إذا كانت Anatomy of a Murder هي المحاكمة السينمائية المفضّلة لدي ، فإن فرانك غيلفن في رائعة سيدني لوميت هذه هو المحامي المفضل لدي بين جميع أقرانه الذين أضاءوا الشاشة الكبيرة على مدى عقودٍ من تاريخ السينما ، يلعب بول نيومان في الدور الرئيسي دور محامٍ كحولي يحاول استعادة هيبته و سمعته في المهنة من خلال قضية امرأة تترك في غيبوبة نتيجة اهمال طاقم المستشفى الذي اجرت فيه عمليةً جراحية ، يعتقد غيلفن في البدء أن هذه القضية هي منفذ لتحقيق ضربةٍ سريعةٍ خاطفة من خلال عقد تسويةٍ مع ادارة المستشفى و تلقي تعويضٍ مريح ، لكن عندما يزور تلك المرأة في المستشفى يقرر رفض عرض التسوية و الذهاب بالقضية إلى المحكمة وسط رفض شديد من الكنيسة التي تدير المستشفى ، كان السيناريست الشهير ديفيد ماميت (الذي يقتبس العمل عن رواية لباري ريد) دقيقاً جداً في تحري التفاصيل التي تحكم منظومة العدالة الجنائية التي يتناولها الفيلم و ذكياً جداً في خلق التوازن الكافي لهذا البعد مع الحياة الشخصية لفرانك غيلفن و انعكاس ذلك على الخطوات المستقبلية فيها ، و هي الجزئية التي ميّزت بنظري شخصية فرانك غيلفن عن بقية المحامين الذين شاهدناهم في أعمالٍ مماثلة ، روحه و تفاصيل حياته و طريقة تعامله مع منظومة العدالة التي يجب أن يتحراها لم تكتفٍ فقط بأن كانت مهمةً لنا بذات القدر التي تهمّنا فيه القضية ذاتها – و هو أمرٌ يحسب للنص بحد ذاته - بل ذهبت أبعد من ذلك في كسر الصورة النمطية للمحامي التي رسختها أفلام كثيرةً أخرى حيث الذكاء الروبوتي و الإنفعالية الواضحة – خصوصاً في مشاهد المحاكمات – و ثبات المشاعر الذي من النادر أن يتمكن ظرفٌ أو وضعٌ أو طارئ من هزها أثناء عملية البحث عن الحقيقة ، أمورٌ دعمها كثيراً الجو العام من الواقعية و القرب من النفس الذي لطالما تمكّن سيدني لوميت من خلقه في أفلامه ، كان فرانك سيناترا و داستن هوفمان من ضمن المرشحين للعب دور فرانك غيلفن ، و كان روبرت ريدفورد قريباً جداً من الظفر به لولا اعتراضه على بعض التفاصيل في النص ، فذهب الدور إلى صديقه القديم و شريكه في رائعتين سينمائيتين عامي 1969 و 1973 بول نيومان الذي قدّم هنا واحداً من أجود الأداءات طوال مسيرته التي امتدت لعقودٍ ستة ، رشح الفيلم لخمس جوائز أوسكار بما فيها افضل فيلم و مخرج و ممثل و كان واحداً من أهم النجاحات النقدية و التجارية في عام 1982 ، وضعته مجلة Empire في المرتبة 254 في قائمتها لأعظم 500 فيلم في تاريخ السينما ، و بقيت شخصية فرانك غيلفن واحدةً من أهم الشخصيات التي جادت بها ذاكرة ذلك العقد ، و ذاكرة هذا الصنف .



3

Kramer vs. Kramer (1979)

  
بطولة : داستن هوفمان ، ميريل ستريب ، جاستن هنري
إخراج : روبرت بينتون

الفيلم الوحيد الفائز بأوسكار أفضل فيلم في هذه القائمة على الرغم من عدم اقتناعي الكامل بإنتمائه إلى قائمةٍ كهذه من واقع الدور المصغر الذي تلعبه منظومة العدالة الجنائية في هذا الفيلم ، عمل روبرت بينتون الفائز بخمس جوائز أوسكار عام 1979 هو دراما مقتبسة عن روايةٍ لآفري كورمان يتحرى التبعات المزدوجة الإتجاه لإنفصال زوجين عن بعضهما ، القصة عن جوانا و تيد كريمر اللذين تتغير حياتهما عقب تطورٍ مهمٍ في مسيرة تيد المهنية في أعمال الدعاية و الإعلان ، جوانا تقرر ترك تيد من أجل إيجاد حياتها و مسيرتها المهنية الخاصة ، تاركةً زوجاً وحيداً و طفلاً بعيداً عن أمه ، تيد يتحكم في رباطة جأشه أمام ما يحدث و يبدأ في تدريب نفسه على رعاية إبنهما بيلي بمفرده ، و يبدأ في منح منزله وقتاً أطول مما يقضيه في عمله ، الأمر الذي يفقده النجاح المهم الذي وصل إليه في مسيرته ، و عندما تحصل جوانا على مسيرتها المهنية الخاصة تعود لتطالب بحقها في حضانة و إعالة صغيرها ، لتبدأ رحلة آل كريمر مع المحاكم ، شكّل الفيلم الصورة الذكورية من أعمالٍ مهمةٍ سبقته في السبعينيات و تناولت الموضوع ذاته من وجهة نظرٍ معاكسة في  Alice Doesn't Live Here Anymore عام 1974 و The Turning Point عام 1977 و An Unmarried Woman عام 1978 عن إمرأةٍ تضطر لمواجهة تبعات رعاية أطفالها بمفردها عقب انفصالها عن والدهم ، مع إضافةٍ جعلته أهم قيمةً منها على هذا الصعيد من واقع المسئولية المتساوية التي ألقاها على الطرفين هنا ، دُعم الفيلم بقوة من قبل الأداءات الفولاذية التي قادته من قبل ثلاثي العمل ، داستن هوفمان الذي ساهمت اجراءات طلاقه الفعلية في اعطاء دفعة قويةٍ من المصداقية لهذا الدور الذي ارتجل فيه هوفمان كثيراً خصوصاً في مشاهد تيد مع بيلي و كاد أن يوضع اسمه بسبب ذلك ضمن قائمة كتاب النص ، و ميريل ستريب بعد عامٍ واحدٍ من الرحيل الصادم لعشيقها جون كازال (الذي رحل بعدما حقق تحفته الخامسة – بين خمسة أعمالٍ فقط قام ببطولتها –قبل ذلك بعامٍ واحد في The Deer Hunter إلى جوار ستريب ذاتها) خرجت من قوقعة الحزن و ربحت الدور هنا على حساب كيت جاكسون و جين فوندا و فعلت شيئاً مماثلاً لما فعله هوفمان خصوصاً في مشهد المحاكمة الذي كتبت فيه جزءها الخاص بها و قدمت هنا واحداً من أفضل الأداءات الثانوية صدقاً و حقيقية ، أمرٌ تجلى بشكلٍ ملفت في مشهد المطعم الشهير حيث يضرب تيد كأس الشراب عرض الحائط و هو المشهد الذي بقي مجهول التفاصيل لجميع طاقم الفيلم – بإستثناء هوفمان و مدير التصوير – مولداً رد فعلٍ حقيقي لا ينسى من ميريل التي تابعت المشهد حتى لحظة القطع ، دون أن ننسى طبعاً الطفل جاستن هنري الذي استنزف وقتاً طويلاً من العمل مع داستن هوفمان لخلق واحدةٍ من أعلى درجات الكيمياء بين والدٍ و وولده ربما في تاريخ هوليوود ، كوفئت تلك الأداءات بثلاث ترشيحاتٍ للأوسكار (نال عنه كلٌ من هوفمان و ستريب أوسكارهما الأول وأصبح جاستن هنري – وما يزال – أصغر مرشحٍ في تاريخ فئة أفضل ممثل مساعد) و أصبح هذا الفيلم الفيلم الثاني (من أصل ثلاثة) في مسيرة كلٍ من هوفمان و ستريب الذي يتوّج بأوسكار أفضل فيلم ، و في ختام عام 1979 كان هذا الفيلم يقف على قمة العالم عندما حقق الإيرادات الأعلى لفيلمٍ اميركي طوال ذلك العام ، و إنتزع جائزة الأوسكار الأصعب ربما طوال ذلك العقد من فم تحفة فرانسيس فورد كوبولا المتوّجة بسعفة كان الذهبية Apocalypse Now .



2

12 Angry Men (1957)

  
بطولة : هنري فوندا ، جاك ووردن ، لي جي كوب
إخراج : سيدني لوميت

باكورة أعمال المخرج الكبير سيدني لوميت و أكثر أفلام الصنف تأثيراً على الإطلاق ، الفيلم الثاني في القائمة الذي ينتمي إلى عام 1957 ، و الفيلم الثاني في القائمة الذي يأتي من سيدني لوميت ، يسرد الفيلم – إقتباساً عن مسرحيةٍ لريجينالد روز – واحدةً من أشهر الحدوتات السينمائية و من أكثرها اقتباساً و إلهاماً على الإطلاق عن هيئةٍ من إثني عشر محلفاً تم تشكيلها للبت في جريمة قتلٍ ؛ اللاعب الرئيسي في جميع خيوطها هو الشك المحض دون إثباتاتٍ واضحةٍ أو قرائن لا تدع مجالاً للنقاش ، ولأنهم وفقاً لنظام العدالة الأمريكي يجب أن يخرجوا بحكم مبنيٍ على الإجماع ، فإن اجتماعاتهم المتكررة من أجل الخروج بهذا الحكم ستضع - في ذبذبةٍ غايةٍ في الإثارة و التمكن - حياة شابٍ بورتوريكي على المحك ، إما أن تستعيد له حياته ، أو تنهيها للأبد ، دون مبالغة قد يكون هذا الفيلم هو أشهر فيلمٍ على الإطلاق تدور معظم أحداثه في مكانٍ واحد ، ثلاث دقائق فقط – من أصل 96 – أرسلنا فيها سيدني لوميت خارج غرفة الإجتماعات تلك ، و هو واحدٌ من أشهر الأفلام على الإطلاق التي عمدت لإشراك المشاهد في المحاكمة العقلية للنص من خلال تشريحٍ دقيق لكافة المفاصل في جسد شخصياته المختلفة الأهواء و الطباع ، و ترك المشاهد في خضم ذات المعركة التي يعيشونها بعدما نجح في حشره معهم في ذلك المكان الواحد ، حقق سيدني لوميت هذا الفيلم بناءاً على النجاح الكبير الذي نالته النسخة التلفيزيونية من المسرحية الأصل و التي عرضت على شاشة CBS عام 1954 ، و قام بتصويره خلال فترة قياسية لم تتجاوز الأسابيع الثلاثة ، عمد سيدني لوميت الذي بدأ حياته مديراً للتصوير إلى التدرج بحرفيةٍ بارعة من بدايةٍ مليئةٍ باللقطات الواسعة نحو نهايةٍ ممتلئةٍ بلقطات الـ Close-up لتجسيد حجم الضغط الذي وضعت فيه هيئة المحلّفين و لم تكن تتوقعه في البداية ، كما عمد لإبقاء جميع ممثليه في الغرفة ذاتها في استراحات التصوير لحفظ نصوصهم و مراجعتها كي يمنحهم ذات الإحساس بطول الوقت و الإختناق الذي تعاني منه شخصيات الفيلم ، بل و اضطر لتصوير جميع اللقطات التي تمتلك الزاوية ذاتها بشكلٍ متتالي وليس وفقاً لتسلسل النص كي يتمكن من التحكم بمستويات الإضاءة نظراً للميزانية المتواضعة جداً للفيلم و هو ما شكّل ارهاقاً و تشويشاً رهيباً أصر سيدني لوميت على احتماله ، و بالرغم كل الإهتمام الذي أولاه سيدني لوميت لإثبات وجوده في عمله السينمائي الأول إلا أن الفيلم تعرض لسقوطٍ مدوٍ في شباك التذاكر الأمريكي ، و كحال كلاسيكياتٍ أخرى كثيرة إنتظر الفيلم حتى ظهوره الأول على شاشة التلفيزيون – بعد عقود - ليعيد الإعتبار للقيمة الفنية الرفيعة التي قدمها و لم تقدّر كما يجب من قبل الجمهور في حينه ، ظفر الفيلم بجائزة الدب الذهبي كبرى جوائز مهرجان برلين السينمائي الدولي ، و رشّح لثلاث جوائز أوسكار بما فيها أفضل فيلم و مخرج ، خلق الفيلم نوعاً من التأثير العظيم في ثقافة النقاش و الإقناع و المصداقية في اتخاذ القرار دفعت الكثير من الهيئات التعليمية و الدورات التدريبية لجعل مشاهدته جزءاً من برنامجها التدريبي ، بما في ذلك المدارس الثانوية الرسمية في بريطانيا و التي يحتل الفيلم فيها المرتبة الثانية بين أكثر الأعمال السينمائية مشاهدةً ضمن برامجها التعليمية ، إختارته مكتبة الكونغرس الأميريكي ليكون ضمن التراث السينمائي للولايات المتحدة ، و وضعه معهد الفيلم الأمريكي في المرتبة الثانية و الأربعين لأكثر الأفلام إلهاماً في تاريخ هوليوود ، و في المرتبة الثامنة و الثمانين لأفضل 100 إثارة سينمائية ، قبل أن يضعه في المرتبة السابعة و الثمانين لأعظم 100 فيلم في 110 أعوام من تاريخ السينما الأمريكية .



1

To Kill a Mockingbird (1962)

  
بطولة : غريغوري بيك ، ماري بادهام ، فيليب ألفورد
إخراج : روبرت موليغان


فيلم سوبرمان المفضّل من المنطقي أن يكون في القمة !! ، في هذه القائمة ، كان ترومان كابوتي وراء In Cold Blood ، و كانت صديقة الطفولة المقربة و رفيقة دربه هاربر لي وراء فيلم روبرت موليغان هذا ، لا يتذكر الكثيرون فيلماً مهماً لموليغان عدا هذا الفيلم ، و على الرغم من أن مسيرة الرجل امتدت لأربعين عاماً و اشتملت على بضعة أفلامٍ جيدة ، إلا أن هذا الفيلم سيبقى ضمن مجموعةٍ مهمةٍ من الكلاسيكيات السينمائية التي خرجت من أيدي مخرجين أقل بريقاً بكثير من الخلود و المجد الذي حققته نوادرهم تلك ، اليوم يتذكر الكثيرون هذا الفيلم بينما يتذكر القلة اسم مخرجه روبرت موليغان ، قصة هاربر لي الحائزة على جائزة بوليتزر الأدبية و التي كيّفها هورتون فوت تتمحور حول آتيكس فينش ، المحامي الذي يحظى بمكانة و إحترامٍ مميزين في بلدته الصغيرة في ولاية ألاباما ثلاثينيات القرن الماضي ، لكنه يضع مسيرته و احترامه على المحك عندما يوافق على الدفاع عن توم روبنسون ، الرجل الأسود المتهم بجريمة إغتصاب ، تروى احداث الفيلم بما في ذلك مشاهد المحاكمة من عيني سكوت إبنة آتيكس فينش ذات الست سنوات ، و تتضمن الأحداث كافة العلاقات التي شكّلتها مع محيطها أثناء تطور الأحداث ، بما في ذلك علاقتها بصديقها ديل هاريس ، و بشقيقها جيم الذي مارست معه ألعاب التجسس على شابٍ منعزل يدعى بو رادلي (يؤديه روبرت دوفال في أول ظهورٍ سينمائيٍ له) ، استطاع اقتباس هورتون فوت الإرتقاء بالنص لملامسة كافة الأبعاد التي احتواها العمل الأدبي لهاربر لي ، و على الأخص في ما يخص تناوله لقضية العنصرية ، رشح روك هدسون ثم جيمس ستيوارت للعب دور آتيكس فينش قبل أن يستقر الدور لغريغوري بيك ، نال الفيلم ثمان ترشيحاتٍ لجوائز الأوسكار بما فيها أفضل فيلم و مخرج ، و أصبحت ماري بادهام من خلاله أصغر ممثلة على الإطلاق ترشح في فئة أفضل ممثلة مساعدة ، انجازٌ سلبتها اياه تاتوم اونيل بعد ذلك بأحد عشر عاماً ، و منح الفيلم غريغوري بيك أخيراً جائزة الأوسكار التي انتظرها لسنوات ، وضعت مكتبة الكونغرس الأميركي هذا الفيلم ضمن مكتبتها الخاصة بالتراث السينمائي الأميركي ، ونال معاملةً خاصةً من قبل معهد الفيلم الأميركي الذي وضعه عام 1998في المرتبة الرابعة و الثلاثين لأعظم 100 فيلم في مئوية السينما الأولى ، ثم منحه المرتبة الخامسة و العشرين في القائمة الأخرى التي صدرت عام 2008 لتكريم المئة الأعظم في 110 أعوام من تاريخ هوليوود ، ووضع موسيقى إلمير بيرنستين التي قدمها في المرتبة السابعة عشر لأعظم 100 موسيقى تصويرية في التاريخ ، كما وضعه في المرتبة الثانية لأكثر الأفلام إلهاماً عبر العصور ، و رأى في بطله آتيكس فينش البطل السينمائي الأعظم في قائمته الشهيرة لأعظم أبطال و اوغاد السينما ، قبل أن يعلنه في صيف 2008 على رأس قائمته الشهيرة لأعظم أفلام المحاكم عبر العصور .



قائمتي الشخصية لأفضل أفلام المحاكم

1.    Anatomy of a Murder (1959)
2.    To Kill a Mockingbird (1962)
3.    12 Angry Men (1957)
4.    In Cold Blood (1967)
5.    The Verdict (1982)
6.    Witness For The Prosecution (1957)
7.    JFK (1991)
8.    Judgement At Nuremberg (1961)
9.    In The Name Of The Father (1993)
10. A Few Good Men (1992)




0 تعليقات:

إرسال تعليق

free counters