•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

Source Code

كتب : عماد العذري

بطولة : جيك جيلنهال ، فيرا فارميغا ، ميشيل موناغان ، جيفري رايت 
إخراج : دنكان جونز 

لن يكون من المبالغ به عقد الآمال مستقبلاً على المخرج البريطاني الشاب دنكان جونز. فنجل المغني البريطاني الشهير ديفيد بوي الذي يحاول أن يعيش بعيداً عن جلباب أبيه لم يكتفِ فقط بالتوجّه نحو الإخراج السينمائي مستخدماً إسمه الحقيقي بعيداً عن الإسم الفني لوالده ، بل نجح تماماً في لفت الأنظار إليه إبتداءاً من عمله السينمائي الأول الذي أدار فيه سام روكويل و حمل إسم Moon ، قبل أن يعود مجدداً ليؤكد أهميته كمخرجٍ واعد من خلال هذه الإثارة الغامضة التي يدير فيها جيك جيلنهال.

العملية الثانية بدت بمجملها أفضل حظاً بالتأكيد ، فقد حظيت بأسماء أكثر قبولاً في شباك التذاكر على صعيد البطولة ، و حققت عائدات جيدة بالمقابل. لكن كل ذلك لا يعبر بأي حالٍ من الأحوال عن فارقٍ حقيقيٍ في القيمة الفنية لعمل دنكان جونز الجديد بالمقارنة مع عمله الأول. مع ذلك يثبت جونز مجدداً بأنه واحدٌ من قلةٍ من المخرجين في جيله القادرين على التعامل مع هذه النوعية من الأعمال. مرةً أخرى مع إثارةٍ غامضة تحمل مذاق الخيال العلمي ينجح في إمساك خيوط النص بذكاء و يقدمها على الشاشة دون إستهلاكٍ واضح ، و حقيقةً فإن هذه الجزئية بالذات هي ما ميّزت عملي دنكان جونز في نظري عن أعمالٍ أخرى كثيرةٍ مشابهة. 

النص الذي كتبه بن ريبلي و بيلي راي يتبع قنبلةَ منفجرةَ على متن قطارٍ متجهٍ إلى مدينة شيكاغو أسفرت عن مقتل المئات. في سبيل تحديد مصدر القنبلة و منع هجومٍ إرهابيٍ وشيك على المدينة العملاقة يوافق النقيب كولتر ستيفنز على المشاركة في برنامجٍ حكوميٍ فائق السرية يدعى Source Code يتيح له الدخول في جسدٍ أحد ركاب القطار على مدى الدقائق الثمان التي تسبق حدوث الإنفجار. بالتأكيد لن تكون الدقائق الثمان كافيةً لمعرفة شيء ، الأمر الذي يضع النقيب ستيفنز رهناً لإعادة العملية مراراً و تكراراً بغية تحقيق المراد منها. 

كفيلم إثارة ينجح النص تماماً في جعل مفاتيح الحبكة الأساسية قاتمةً و مبهمةً منذ البداية قبل أن يسلط الضوء على بعض زواياها تدريجياً ليكشف عن الصورة الختامية في الأخير. في هذه الجزئية ينجح دنكان جونز إلى حدٍ بعيد في إستغلال المسحة الغامضة للنص و يقويها و يدعمها إلى حدٍ كبير على الشاشة. مع ذلك، فإن هذا الإيقاع اللاهث للعمل يكاد يفتك به في مرحلةٍ ما من منتصف النصف الثاني من الفيلم ، حيث تتضافر محاولة المشاهد ربط و تركيب مفاتيح القصة و فهمها مع نسيج القصة ذاتها المعتمد على التكرار. إلى حدٍ ما ستشعر بأنك تشاهد نسخةً غامضةً من Groundhog Day لكنها نسخةٌ قد تفقدك جزءاً من إهتمامك بها في مرحلةٍ ما من مراحلها. هذه الجزئية لا يمكن للعين أن تخطئها ، و إذا ما شعرت في ختام العمل بأنك شاهدت فيلم إثارةٍ غير مشبع تماماً فتأكد بأن هذه الجزئية ستكون أحد الأسباب في ذلك. 

في الجوهر يطرح العمل أسئلةً مهمةً تتمحور بشكلٍ رئيسي حول (كيف؟). و هو سؤال يبدو مهماً للمشاهد ، لكن أهميته تتلاشى أمام أسئلةٍ بالتأكيد سنشعر بالنقيب ستيفنز و هو يطرحها على نفسه. أسئلة تتعلق بـ (من؟) و (لماذا؟) . و على الرغم من أن الفيلم كان يمكن أن يتجاوز جزءاً من فتوره بالتركيز على هذه الأسئلة و ملامستها بشكلٍ أعمق ، إلا أننا عندما نعثر على إجاباتٍ لتلك الأسئلة لا نلبث أن نشعر مع ستيفنز بدفعة تعاطف حقيقية يحتاجها العمل كتمهيدٍ للوصول لنهايته المغلقة / المفتوحة. 

عملٌ دنكان جونز الجديد قد لا يكون إستثنائياً ، و قد لا يشكل علامةً فارقةً في صنفه ، لكنه بالتأكيد يبعث آمالاً حقيقيةٍ في رؤية مخرجٍ شاب يحمل هذه الروح المتقدة و النفس الإخراجي الممتاز في تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال خصوصاً و هو يفعلها للمرة الثانية ، و بالتأكيد ستستمتع بمشاهدته. 

التقييم من 10 : 7


هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم أستاذ عماد
    فعلاً هذا الفيلم من أفضل ما جادت به هوليوود هذا العام، وذلك بفضل قصته المثيرة وإخراجه الذي يبعد المشاهد عن الملل، رغم أن تكرار عملية الدخول في شيفرة المصدر قد يكون شيئاً يبعث على الملل، ولكن المخرج نجح في جعل كل ثمان دقائق تجربة منفصلة بحد ذاتها تعتمد على الدقائق التي سبقتها وتعطي المشاهدين مزيداً من المعلومات والمعطيات الجديدة حتى يبقى الترقب حول ما سيحل في النهاية.
    علة الفيلم الأساسية هو عدم الوضوح في بعض خطوط القصة الأساسية، ولكن هذا العمل موجه للجمهور العادي بشكل عام، لذلك لم يتم الاهتمام بشرح الكثير من النقاط التي قد تسبب إزعاج المشاهدين الذين لا يريدون سوى مشاهدة فيلم إثارة يمتعهم ولا يتعب عقولهم..

    تحياتي لك أخي عماد، ولطالما كنت دائماً من زوار مدونتك الدائمين.
    شكراً لك، وأرجو أن تشرفني بزيارة مدونتي الخاصة وإعطائي نصائح لتطوير العمل فيها.
    cinema-day.blogspot.com

    ردحذف
  2. شكراً لك عمار على مرورك و ردك .. و أهنئك على مدونتك

    تقبل أطيب تحياتي

    ردحذف

free counters