•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

أفضل 10 أفلام فازت بالأسد الذهبي



كتب : عماد العذري

ڤينيسيا ، وكأنما لم يكن بإمكان الحسناء الإيطالية الإكتفاء بكونها مقصداً أزلياً للسياح فأصبحت مقصداً للسينمائيين أيضاً ! مدينة الفن والكريستال والموسيقى. مدينة شايلوك والجندول والقنوات المائية أصبحت أيضاً مدينة أول مهرجانٍ سينمائيٍ في العالم عندما افتتحت معرضها الشهير للفنون السينمائية ، أو كما يعرف بالـ (موسترا). المعرض الذي كان القالب الأكثر اكتمالاً الذي بنيت عليه صورة المهرجانات السينمائية اليوم : لجنة التحكيم ، والمشاركون ، والمعارض الجانبية ، والنجوم ، والسجادة الحمراء ، والصحافة ، والجائزة الذهبية !

ڤينيسيا هو أكثر المهرجانات دراميةً في مسيرته أيضاً. بدأ عام 1932 في حقبةٍ متوترةٍ جداً إبان حكم موسوليني الذي حملت الجائزة الكبرى اسمه لعقدٍ كاملٍ من الزمان ، قبل أن يتوقف بسبب الحرب العالمية الثانية ويعود عام1946  بعد سقوط موسوليني. تغير اسم الجائزة ليصبح (الجائزة الدولية الكبرى لمهرجان ڤينيسيا) ، استمر المسمى لثلاثة أعوامٍ فقط قبل ان يقدم المهرجان للعالم جائزته الذهبية ، أسد القديس مارك المجنح والذي أصبح بمرور الأيام واحداً من أكثر الجوائز رفعةً و أهميةً في عالم السينما .

استمرت الدراما حتى بوجود الأسد الذهبي ! توقفت الجائزة عام 1953 ثم عام 1956 قبل أن تتوقف لعقدٍ كامل من الزمن بين عامي 1969 و 1979 إثر الجدل الذي قيل بأنه أعقب فوز فيلم المخرج الألماني اليكساندر كلوغ  Artists under the Big Top: Perplexed . بالرغم من ذلك يحسب لهذا المهرجان دوماً أنه كان أول من فتح الباب للسينما اليابانية لتطل على العالم ، كما فعل مع السينما التايوانية بعد عقود ، منح كارل تيودور دراير التكريم الأهم في مسيرته ، قدم أندريه تاركوڤسكي للعالم ومنح ساتياجيت راي أول جائزةٍ كبرى في مسيرته ، وكرّم بأسده الذهبي في تعاقب دوراته أسماء من طينة آلان رينييه و هنري جورج كلوزو و روبرتو روسيليني و لوكينو ڤيسكونتي و مايكل أنجلو أنطونيوني و لويس بونويل و لوي مال و جون كاساڤيتز و جان لوك غودار و آنييس ڤاردا و إيريك رومير و إيرمانو أولمي و هاو تشاو تشن و جانغ يمو و روبرت ألتمان و آنغ لي و تاكيشي كيتانو و اليكساندر سوكوروڤ .

ثم أقرر أن أضع قائمةً بمفضلاتي ! أرى دائماً في القوائم الصورة الأكثر إثارة للتعبير عن الرأي. تتفق معها أو تختلف لكنك لا تستطيع تجاهلها والمرور من جوارها. الجميل في الأمر مع ڤينيسيا أنني وجدت نفسي أولاً مضطراً لإختصار نخبة الأفلام التي فازت بجائزته الكبرى في عشرين فيلماً ، إخترت العشرين فيلماً التي بقيت معي بقوة من المشاهدة الأولى ، ثم شاهدت العشرين فيلماً مجدداً على مدار الأسبوعين الماضيين لأضع هذه القائمة. وفي الواقع هي لا تعني لي شيئاً قدر ما تعنيه التجربة ذاتها. مجرد محاولة إعادة تأمل في قيمة تظاهرةٍ سينمائيةٍ قدمت لنا أعمالاً من هذا الطراز وفتحت أعين عشاق السينما على أسماء كانت ربما بحاجةٍ لسنواتٍ أخرى لتجد طريقها. التفضيل هنا قائمٌ على الهوى ، بعيداً عن أي اعتباراتٍ أو معايير تقييمية. هذه ببساطة أكثر الأفلام التي أحببتها بين 57 فيلماً نالوا التكريم الأكبر في ڤينيسيا .


خمسة أفلامٍ أخرى

Aparajito (1957)
La grande guerra (1959)
Ivan's Childhood (1962)
Last Year at Marienbad (1961)
Fireworks (1997)



أفضل 10 أفلام فازت بأسد ڤينيسيا الذهبي


10

 

The Return (2003)

إخراج : أندريه زڤياغينتسيڤ

من الطريف أن إدارة ڤينيسيا دخلت في مواجهةٍ خفيةٍ وعنيفة مع مهرجان لوكارنو للإنفراد بباكورة أعمال المخرج الروسي الشاب ، لكن الموسترا مع ذلك وضعت الفيلم على قائمة مسابقتها الرسمية بالرغم من مشاركته أيضاً في المسابقة الرسمية للوكارنو قبل بضعة أسابيع ! زڤياغينتسيڤ نال الأسد الذهبي إلى جوار جائزة (أفضل فيلم أول) ووضع اسمه إلى جواره سلفيه تاركوڤسكي و ميخالكوڤ اللذين سبق لهما ونالا التكريم الأكبر في ڤينيسيا. جاء زڤياغينتسيڤ بعد فترة انعدام وزن شهدتها السينما الروسية واتجهت خلالها أعمال مخرجيها إما لمغازلة شباك التذاكر أو للفت انتباه الجمهور الغربي. وحده سوكوروڤ كان يغرد خارج السرب حينها. كان لفيلم زڤياغينتسيڤ ربما نصيبٌ من اسمه على هذا الصعيد ! ومن خلال حكايته الموثرة ولوحاته البصرية العظيمة أعاد تقديم سينما روسية ثقيلة بمذاق الألفية الجديدة وبروح بلادٍ قدمت للعالم منهلاً عظيماً للأدب والفنون على مدار سنواتٍ طوال .



9

 

Belle De Jour (1967)

إخراج : لويس بونويل

أفلام بونويل تصبح أجمل مع كل مشاهدةٍ جديدة. بعد Simon of the Desert الذي شارك في المسابقة الرسمية لڤينيسيا عام 1965 بدأ بونويل حقبةً مختلفةً في مسيرته مع فيلمه هذا الذي كرم بالأسد الذهبي في ڤينيسيا. المرحلة الفرنسية الثانية التي عاد فيها إلى البلد الذي شهد صعوده قبل قرابة أربعة عقود ، عاد إلى فرنسا ليقدم هذه المرة نوعاً مختلفاً من التزاوج بين السُريالية والنقد المجتمعي المستند في مادته للطبيعة السُريالية للمجتمع المعاصر وهو تزاوجٌ قائمٌ في جوهره السينمائي على تفرد التعامل مع (الحكاية). الحكاية التي يمكن أن تُروى بألف طريقة وطريقة لكنها مع بونويل تبدو جديدةً ومختلفةً تماماً. هذه المرحلة تعاون فيها بونويل مع المنتج سيرج سيلبرمان والسيناريست جان كلود كاريير وقدم للعالم سبع كلاسيكياتٍ سينمائيةٍ ختم بها مسيرته. بونويل قال في سيرته الذاتية My Last Breath أن رواية جوزيف كيسيل كانت ميلودراميةً جداً وبحاجةٍ لتحريرها من ذلك ، لكنه وجد فيها فرصةً خصبةً لمزاوجة الأحلام بالواقع بصورةٍ مختلفةٍ عما قدمه سابقاً. كان سعيداً بأنه حقق النجاح التجاري الأكبر في مسيرته. بعد الأسد الذهبي تلقى تهنئةً أخيرةً من سالڤادور دالي وعرضاً – بعد طول قطيعة - بالإنضمام إليه في صحيفةٍ جديدة ، لكنه – مجدداً - تجاهل الرد على الرسالة !  



8

 

The Wrestler (2008)

إخراج : دارن آرونوفسكي

أنهى آرونوفسكي هذا الفيلم قبل يومين فقط من عرضه في ڤينيسيا. لحق بالمهرجان ونال التكريم الأكبر من لجنة ڤيم ڤيندرز . يقول آرونوفسكي عن العملية الإنبعاثية التي أعاد بها الملاكم السابق ونجم الثمانينيات ميكي رورك إلى واجهة الحدث السينمائي (لم يكن أحدٌ يؤمن بميكي رورك ، لم يكن لديه قيمةٌ تسويقية ، جلست معه ، ونظرت في عينيه ، عيناه ليستا ميتتين ، إنهما على قيد الحياة ، تواقتان ، تفكران). آرونوفسكي يبدو متخصصاً على هذا الصعيد ، قبل هذا الفيلم بثمانية أعوام أعاد الرجل نجمة السبعينيات الأولى – برأيي – إيلين بيرستين من خلال أداءٍ بارع في Requiem for a Dream . كل أبطال آرونوفسكي لديهم حلم. حلمٌ مبنيٌ على الماضي ومن خلاله ينظرون للمستقبل. وفي The Wrestler يبلغ الرجل ذروة مسيرته مع راندي روبنسون الذي استمد جزءاً من وهج عودته إلى حلبة المصارعة من وهج عودة ميكي رورك ذاته إلى السينما من بابها الكبير. وقف هناك في ڤينيسيا يبتسم لعدسات المصورين. قوانين المهرجان منعته من الفوز بجائزة أفضل ممثل ، لكنه كان سعيداً أنه نجم الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى .



7

 

Au Revoir Les Enfants (1987)

إخراج : لوي مال

العلاقات تتشكل في سينما لوي مال – كما هي في هذا الفيلم - بناءً على مراقبة شخصيةٍ لأخرى ، مهما اختلف نوع تلك المراقبة يبقى هذا الهاجس موجوداً لدى المخرج الفرنسي الكبير. في هذا الفيلم الذي فاز لاحقاً بسبع سيزارات ونال ترشيحين للأوسكار يستلهم لوي مال تجربته الشخصية في مدرسةٍ كاثوليكيةٍ فرنسية إبان الحرب العالمية الثانية يوم كان شاهداً على حكاية لم تفارق ذاكرته قبل أن يحولها إلى فيلمٍ سينمائيٍ بعد 43 عاماً. قدم مال هذا الفيلم بعد خمس نجاحاتٍ حققها فيما عرف بالمرحلة الأمريكية من مسيرته. يقول مال أنه وجد منبعاً مهماً لحكاياته السينمائية عندما قدم فيلمه الشهير Zazie dans le metro مطلع الستينيات ، الطفل / المراهق الذي يواجه نفاق أو زيف أو قسوة عالم الكبار. هذه التيمة ألهمته أولاً Le Souffle au Coeur ثم Lacombe Lucien و Pretty Baby قبل أن يوظفها ليحكي أكثر حكاياته خصوصيةً في الفيلم الأعظم في مسيرته – ربما – والذي منحه الأسد الذهبي الثاني بعد سبعة أعوامٍ على (علاقةٍ بدأت أيضاً بمراقبة) منحته الأسد الذهبي الأول عن Atlantic City .



6

 

Brokeback Mountain (2005)

إخراج : آنغ لي

بعد نجاحه الكبير في Crouching Tiger, Hidden Dragon شهدت مسيرة آنغ لي منعطفاً مصيرياً بتحوله لإخراج نسخةٍ سينمائيةٍ من The Hulk ! كانت خيبة الأمل كبيرةً إلى الدرجة التي قرر معها آنغ لي إعتزال الإخراج السينمائي ، وكان والده هو من أقنعه بالتخلي عن تلك الأفكار. قال له (عليك أن تستمر ، لا يمكنك أن تتوقف). بعد ذلك بفترةٍ بسيطة قدم آنغ لي نص هذا الفيلم إلى منتجيه في Focus . قال بأنه فيلم صغير ، لا يحتاج لـ CGI ، لا يحتاج لميزانيةٍ كبيرة ، لا يمكن تحميله آمالاً عريضة ، ولا يمكن أن يكون موضع إهتمام. بالطبع لا يمكن أخذ كلام جميع المخرجين عن مشاريعهم المقبلة على محمل الجد ! سُوّق الفيلم بصورةٍ ظالمة كـ(قصة حب) أو كـ (قصة حبٍ شاذة) ! لكنه سرعان ما أصبح واحداً من أكثر الأفلام تأثيراً وإثارةً للجدل على الإطلاق ، وحفر اسمه ككلاسيكية من خلال قصته العظيمة التي يرويها عن القوة التدميرية للحب ، تلك التي لا تُبقي ولا تذر. آنغ لي عاش مع نجاح هذا الفيلم أسعد اللحظات في مسيرته كلها ، وأهدى جائزة الأوسكار التي نالها بعد الأسد الذهبي ببضعة أشهر إلى والده الذي رحل .



5

 

Three Colors: Blue (1993)

إخراج : كشيشتوف كيشلوڤسكي

يقول كيشلوڤسكي في I'm So-So بأن هاجسه بعد The Decalogue كان تقديم شيءٍ عن الحرية و المساواة و الإخاء . محاولة تقديم الوصايا العشر في سياقٍ مختلف يستنطق أثرها في حكاياتٍ يوميةٍ من الواقع المعاش ولّد لديه الرغبةً بمقاربة ذات الأثر مع مبادئ الثورة الفرنسية الثلاثة دون الإقتراب من قيمتها الفلسفية أو السياسية أو الإجتماعية. في الواقع أصبح ذلك الجزء قطعةً بالغة الفخامة من إرث الرجل. كان يحرر الأول و يصوّر الثاني و يكتب الثالث في الفترة ذاتها ! كرّمت الثلاثية بالأسد الذهبي عن فيلمها الأول ، ثم بالدب الذهبي عن الثاني ، وبترشيحٍ للسعفة الذهبية وثلاث ترشيحاتٍ للأوسكار نالها الثالث في ختام رحلة كيشلوڤسكي. يقول عنه بأنه فيلمٌ عن الحرية ، عن القيود الموضوعة عليها ، وعن إلى أي مدى نحن أحرارٌ فعلاً ؟ كيشلوڤسكي وضع بطلته أسيرةً للعاطفة والذاكرة ، و قدم لنا فيلماً .. للعاطفة والذاكرة .



4

 

Ordet (1955)

إخراج : كارل ثيودور دراير

أحياناً أجد في دراير طقساً سينمائياً قائماً بذاته ! أفلامه لا تشبه أي شيءٍ آخر ، مسيرته ، صمته ، أثره البالغ ، والكلاسيكيات الخمس التي منحنا إياها على مدار عقودٍ خمسة بعد مسيرةٍ في الظل. كلما أتذكر – على سبيل المثال – أن أحداث Ordet تجري في يومين فقط دون أن يجعلك دراير تفكر في هذه النقطة ، أو تتساءل ، أو تنكر ، أبتسم ! دراير أستاذ في فن التخدير. يناقش هنا مجدداً مواضيعه عن الإيمان و المعتقد ، لكن ليس من خلال إدارة الصراع بين من يؤمن ومن لا يؤمن ، وإنما بين الطرق المختلفة التي تؤمن من خلالها شخصياته. وبالرغم من قيمة الحكاية إلا أنني أجد فيه أكثر أفلام هذه القائمة قيمةً على صعيد الصنعة. هذا فيلمٌ يدرّس في أكاديميات السينما. تشكيل الكادرات ونوعية اللقطات ومستوى الإضاءة والميزانسين وحركة كل عنصر ضمن الكادر والحيز الذي تشغله العناصر فيه ! من الجميل أن عملاً كهذا كرّم بالجائزة الكبرى في ڤينيسيا. مسيرة دراير كانت تنتظر ذلك ربما ، خصوصاً أنه حقق من خلاله نجاحه الجماهيري الأكبر. من حينٍ لآخر تكون مسيرة المخرج بحاجةٍ لشيءٍ كهذا .



3

 

A City of Sadness (1989)

إخراج : هاو تشاو تشن

مثل معظم الموجات السينمائية محدودة الأثر ، لم تخلف الموجة التايوانية الجديدة في الثمانينيات أكثر من ثلاثة أسماء فقط يذكرهم العالم جيداً عندما برزوا و تألقوا في التسعينيات ، إدوارد يانغ و هاو تشاو تشن و آنغ لي ، والأخير رحل إلى أميركا بعد ثلاثة أفلامٍ أنجزها في موطنه في حين برز إسم تساي مينغ ليانغ لاحقاً ليُكمل هذا المثلث. وبالرغم من الحصاد القليل للموجة ، إلا أن الفضل يعود إليها في انعتاق السينما التايوانية بشكلٍ ملحوظ من جاثوم الإرث الصيني. ولو افترضنا أن ذلك قد تحقق فعلاً ، فإن الفضل الأول دون شك يعود لتحفة هاو تشاو تشن هذه. عُرف عن التايواني الكبير ولعه - الذي بدأ هنا -  بالمينيماليزم و قدرته على تسخير ذلك لرسم صورةٍ – في جميع أفلامه – للتغيرات الإجتماعية والسياسية التي شكلت وجه تايوان المعاصر من خلال إعادة تفسير ذلك في لوحاتٍ حياتية لمواطنين بسطاء في مراحل مختلفة من تاريخ تايوان الحديث. السينما التايوانية ، شكلها وحضورها وخصوصيتها ، تدين لهذا المخرج ولهذا الفيلم تحديداً بالكثير ، ونصر ڤينيسيا هذا فتح أمامها نافذةً – تحتاجها – على العالم .



2

 

The Battle of Algiers (1966)

إخراج : جيلو بونتيكورڤو

شهد هذا العمل نقاشاتٍ واختلافاتٍ محتدمة بين جيلو بونتيكورڤو و إنيو موريكوني حول طبيعة الموسيقى التصويرية التي يراها كلاهما لفيلمٍ من هذه النوعية. ذات يوم اختمر لحنٌ في رأس بونتيكورڤو فحمله مباشرةً إلى منزل موريكوني . بمجرد وصوله أخبره موريكوني أنه عثر على الموسيقى المناسبة وقام بعزفها له ، المثير أن اللحن كان نفسه الذي قدِم به بونتيكورڤو ليعرضه على موريكوني ! دُهش الرجل ، لكنه كان سعيداً بأن كثرة الخلاف بينهما جعلهما متقاربين أكثر في أفكارهما ليقدما شيئاً ذا قيمة ! هذا الفيلم هو أكثر الأفلام التي أجّلت مشاهدتها منذ أن بدأت علاقتي بالسينما ! كنت أمر عليه وأتجاهله ، ثم شاهدته ذات مساء وأصبح واحداً من مفضّلاتي. هناك نوعيةُ من الأفلام لا تستمد قيمتها فقط من الشيء الذي تقدمه حكايتها أو صنعتها السينمائية ، بل من قيمتها وتفردها في النوع الذي تنتمي إليه. وهذا الفيلم برأيي هو أفضل أفلام نوعه على الإطلاق وواحدٌ من أجود الأفلام وأكثرها اكتمالاً. من الجميل أن موريكوني اعترف بعد الفوز بالأسد الذهبي أنه سمع بونتيكورڤو يدندن اللحن أثناء صعوده إلى منزله فإبتدع ذلك المقلب ، ربما كان بونتيكورڤو ليتكلم عن توارد الأفكار طوال حياته !



1

 

Rashômon (1951)

إخراج : أكيرا كوراساوا

ربما لا توجد لحظةٌ تكريمية أثرت في تاريخ السينما كله كما كان تكريم ڤينيسيا لهذا الفيلم بجائزته الكبرى ! يقول كوراساوا في كتابه (ما يشبه سيرةً ذاتية) أن المشروع كان جنونياً في طريقة تشكيله. هوسه بالبوابات اليابانية القديمة ، اعجابه بالقصتين القصيرتين اللتين كتبهما ريونوسوكا أكيوتاغاوا والتي لم يمض وقتٌ طويلٌ على اطلاقهما. محاولته اقناع السيناريست شينوبو هاشيموتو ، ثم محاولته اقناع منتجيه بتمويل فيلم لا يحتاج سوى لأدوات التصوير التقليدية وبضعة ممثلين. في تلك السنوات المبكرة من عمر الموسترا لم تكن المسابقة الرسمية تجري على النحو الذي نراه اليوم. كان كوراساوا في اليابان يضع اللمسات الأخيرة على فيلمه التالي The Idiot عندما رشّحت ممثلة Italia-film في اليابان جيوليانا ستراميولي هذا الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية. علم كوراساوا بأمر الترشيح لاحقاً. فيلم The Idiot كان خيبة أملٍ كبرى وضعت كوراساوا موضع انتقادٍ شديد من منتجيه في شركة شوشيكو اللذين رفضوا التعاون معه مجدداً. يقول كوراساوا (عدت واجماً إلى منزلي في كومي ، سرت على قدمي ونسيت أن استقل القطار ، أدركت حينها أن علي العودة لأكل الرز البارد * كما فعلَ في سالف أيامه العصيبة * ذهبتُ للصيد في نهر تاماغاوا لكنني عدتُ خائب الحظ للمنزل ، بالكاد كان بإمكاني أن ادفع الباب لأدخل. ما أن دخلت حتى احتضنتني زوجتي وهنأتني بفوز راشومون بالأسد الذهبي) ، يضيف (أصبح بإمكاني الآن تجنب أكل الرز البارد) !


0 تعليقات:

إرسال تعليق

free counters