•   شخصيات تختبىء وراء إدراكها
  • أريدك أن تصنع فيلماً عن معاناتي
  •  بركات الحضارة
  •  أشياؤه المفقودة
  •  كل الحيوانات تخرج ليلاً
  •  اللحظات المختلسة
  •  الفن والحب والحياة
  •  عن أحياءٍ لم يعودوا يحيون وأمواتٍ لا يموتون أبداً
  •  روسيا بوتن في شتائها الثاني عشر
  • أفكاره ومشهديته تجعله يستحق المشاهدة
  • الإضافة من خلال الحذف

الجمعة، 16 مايو 2014

كان 67 : مايك لي يفتتح المسابقة ، و الثلوج تغمر يومها الثاني


إنطلقت يوم أمس فعاليات المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السابعة و الستين بعد افتتاحيةٍ متواضعة نالها فيلم المخرج الفرنسي أوليفييه داهان Grace of Monaco خارج المسابقة الرسمية التي ترأس لجنة تحكيمها المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون ، المسابقة الرسمية افتتحت يوم أمس بعرض فيلمي مايك لي Mr. Turner و عبدالرحمن سيساكو Timbuktu ، و تابعت هذا اليوم من خلال عرض فيلمي آتوم إيغويان Captives ، و نوري بيلجي جيلان Winter Sleep .

افتتاحية المسابقة الرسمية كانت مبشرةً جداً مع الإستقبال الكبير لـ Mr. Turner فيلم البريطاني الكبير مايك لي الذي يعود هذا العام للمسابقة الرسمية بعد أربعة أعوام على Another Year ، مايك لي يحكي في فيلمه الجديد سيرة ذاتيةً لرسام القرن التاسع عشر جوزيف مالورد ويليام تيرنر ، يأخذ مشاهديه في رحلة ربع قرنٍ من حياة فنانٍ رومانسيٍ متمردٍ غريب الأطوار و غزير الإنتاج ، و يذهب بعيداً في سبر الأبعاد الخفية للهوس الفني و القوة الدافعة للفنان نحو المزيد و المزيد .

الفيلم حظي بإستقبال نقديٍ و جماهيريٍ ممتاز خصوصاً لجودة المعالجة التي يقدمها مايك لي (الفنان) لحياة (فنانٍ) آخر ، و على الأخص لأداءٍ بارعٍ يقدمه تيموثي سبال في الدور الرئيسي ، و بدى طاقم العمل سعيداً بأجواء الإحتفاء بالفيلم ، و اعتبر مايك لي أن حياة تيرنر تستحق فعلاً الإهتمام بها و إعادة النظر فيها بالكثير من التعاطف ، في حين وصف تيموثي سبال دوره بالعمل الشاق الذي استلزمه عامين كاملين كي يجيد التعامل بحرفية مع الفرشاة و الطلاء كي لا يقدم أداءاً سخيفاً على الشاشة !




فعاليات اليوم الثاني من المهرجان استمرت مع عرض Timbuktu ، الفيلم السينمائي الجديد للمخرج الموريتاني العامل في مالي عبدالرحمن سيساكو و الظهور الرابع للرجل في المسابقة الرسمية للمهرجان ، الفيلم – كما يبدو من عنوانه – يحكي قصةً عن جرائم المتطرفين الدينيين في مدينة تمبكتو بشمال مالي ، يتابع سيساكو كيدان و فاطمة و ابنتهما تويا و رحلة الرعب التي سيعيشونها في ظل هذا الوضع المتوتر الذي يخيم على الأجواء .

و اعتبر سيساكو في حديثه عن الفيلم بأن الحكاية التي يحكيها هي واحدةٌ من حكاياتٍ كثيرةٍ لم يتحدث عنها أحد في ظل الجنون الذي سيطر على كل شيءٍ حينها ، و من هذا المنطلق برر سيساكو تقديمه لجانبٍ إنساني في العناصر الجهادية ، و اعتبر أن الذات البشرية هي كيانٌ معقد تحتمل الخير و الشر و الجيد و السيء و هذا الكلام ينطبق على الجهاديين أيضاً.

و نال الفيلم مديحاً مهماً من قبل النقاد و الجمهور بالرغم من اقرار الكثيرين بأنه لا يمثل الفيلم العظيم أو بالغ الأهمية ، تركز المديح لأناقة الصورة التي يستخلصها سيساكو من بيئة الحدث القاحلة ، و انصب بشكلٍ أساسي على كمية العاطفة و الاحساس بالشخصيات التي تمكن سيساكو من توليدها في المشاهد فيما يشبه صرخة ألمٍ لما يحدث في تلك المنطقة من العالم .



اليوم الثالث من المهرجان كان يوماً (ثلجياً) بإمتياز ، العرض الافتتاحي لفيلم المخرج الكندي آتوم إيغويان الذي يبدو مع كل فيلمٍ يخرجه و كأنما بقي عاجزاً عن ملامسة أطراف المديح الذي نالته رائعته الشهيرة The Sweet Hereafter قبل 17 عاماً ، في فيلمه الجديد Captives يحكي إيغويان قصة طفلةٍ تدعى كاساندرا ، تختفي فجأةً من موقفٍ للسيارات في احدى ليالي مدينة أونتاريو الشتوية ، تمر ثمان سنواتٍ كاملة قبل أن تعثر الشرطة على بعض القرائن التي تشير إلى أن كاساندرا ما زالت حية فتقرر بمساعدة والديها كشف غموضٍ عمره ثمان سنواتٍ كاملة .

و يبدو من واقع الإستقبال المتواضع الذي تلقاه الفيلم أن إيغويان فقد مجدداً معيار التوازن المنشود بين نوعية الإثارة التي قدمها أكثر من مرة و بين قيمة الحكاية التي يتناولها و يناقش فيها موضوعه المفضل عن العائلة ، وجهت بعض الإنتقادات في الفيلم لمنطقية الحكاية ذاتها و لبعض تفاصيل الحكاية غير المقنعة ، و هي أمور رأتها أكثر من مراجعة أصعب من أن تتمكن مهارة الإخراجية إيغويان من الحفاظ عليها متزنة و بعيدةً عن الإختلال .



ثاني أفلام هذا اليوم ضمن المسابقة الرسمية كان Winter Sleep ، الفيلم الروائي الطويل السابع للمخرج التركي نوري بيلجي جيلان و الذي يقع في ثلاث ساعة و 16 دقيقة ، جيلان المكرّم في كان في فيلمه الماضي Once Upon a Time in Anatolia يحكي في فيلمه الجديد حكاية ممثلٍ سابقٍ يدعى آيدين يدير فندقاً صغيراً في الأناضول مع زوجته نهال و شقيقته نيكلا التي حصلت على الطلاق مؤخراً ، فندقهم الصغير يصبح أشبه بجزيرةٍ مستقلةٍ أثناء تساقط الثلوج و تراكمها ، و هذا البيات الشتوي الذي سيعيشونه سيحمل لهم الكثير .

الفيلم وضع مبدأياً على رأس الأفلام المرشحة لنيل السعفة الذهبية ليس فقط للمستوى الفني الذي يقدمه الفيلم بل للعلاقة الوثيقة المبنية بين جيلان و مهرجان كان إذ سبق للمخرج التركي أن كرّم في المناسبات الأربع السابقة التي شارك فيها منها فوزه مرتين بجائزة لجنة التحكيم الكبرى عامي 2002 و 2011 .

فعاليات المسابقة الرسمية ستستمر يوم غد بعرض فيلمي الفرنسي بيرتران بونيلو Saint Laurent و الأرجنتيني داميان سيفرون Wild Tales .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

free counters